الجنس ثم الجنس ثم الجنس
استكمالاً لمقالاتي السابقة في هذا الخصوص والذي جلب ردود أفعل متفاوتة , فمنهم من أيد ومنهم من أعترض على الفكرة والمضمون وعلى صاحب المقال , إصراري على هذا الموضوع أصبح فكرياً أكثر منه حباً في النقاش والجدل المتطرف العقيم .
وهذه المرة فليسمح لي القراء الكرام أن أكون أكثر جرأة من ذي قبل , لأن الرمزية لم تنفع مع البعض , وكأنهم يتعمدون عدم مشاهدة الحقائق , لذا فليعذرني من يعذر وإلا فليستلوا السيوف وليعلنوا الجهاد .
حين نقول أن أساس الحياة الزوجية هو الجنس , فأنا لا أعني أن الحب غائب فلا جنس بلا حب , كما لا حب بلا جنس , فكلاهما مرتبط ارتباط مباشر مع الأخر , لكنني أقول أن سر نجاح الحياة الزوجية يكمن في الجنس , وأما الحب فباق أو راحل فهذا له موضوع أخر , فالحب نستطيع الاستغناء عنه في مرحلة ما , وقد نستطيع تحمل غيابة في وجود الإخلاص والوفاء والعشرة والتربية الحسنة , أما بالنسبة للجنس , فالجنس هو الترجمة الحرفية للحب , وهو الترجمة المتخصصة والمعنى المقصود من الحب(بين الأزواج) فالجنس هو غريزة خلقت معنا , أما الحب فهو شيء مكتسب , وهذا يشبه الطبع والتطبع , والطبع هنا الغريزة الجنسية , والتطبع هو الحب .
دعوني أسوق لكم مثالاً عن قرب , كان لدي إحدى الفتيات المسلمات والمتحجبات ذات خلق وجمال عالي جداً , وعملت لدي في قسم التسويق , وبعد فترة من الزمن جاءتني لتطلب مني مشورة في شخص تقدم لها للزواج , وكان هذا الشخص ابن شخصية إسلامية هااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااامة , ويشهد الله على هذا الكلام , وكانت أم عريس الغفلة من المدرسات في الحلقات الإسلامية , وحسب معرفتي بذاك العريس ووالد العريس نصحتها أن تفكر ملياً , لكنها في النهاية وافقت وتمت الخطبة , واستمرت الخطبة أكثر من 9 أشهر أو اقل بقليل , وحين كنت اطمئن عليها وهي على رأس عملها , كانت تقول أنه في قمة الروعة والأخلاق , وبدأت أحبه بجنون , وأهله من أرقى ما يكون , واقسم بالله أنني كنت أشعر أن تلك النظرة ستتغير , وبالفعل تم الزواج وعن (حب) وسافروا شهر عسل إلى احد الدول الأوروبية , وبعد أسبوعين فقط تفاجأن بها في مكتبي وحالها غير الحال , فسألتها عما حدث ولماذا تلك الدموع التي تحرق الوجنتين والقلب معاً , أجابتني لقد (خدعت) تمسمرت مكاني وطلبت منها أن تشرح لي التفاصيل , وبالفعل قالت كل ما في قلبها , ويا لهول ما سمعت فعريس الغفلة عاجز جنسياً , ونتيجة هذا العجز المعروف للعريس ولأهل العريس , وبسبب شعور العريس بالعجز الجنسي , عاملها بطريقة حقيرة , وكأنها حيوانه وليست إنسان , وجاءت هذه التصرفات هروباً من واقع انه عاجز جنسياً , والمصيبة الكبرى التي اكتشفتها العروس أن هذا العريس سبق له وان خطب عروس سابقة , وانفصلوا لنفس السبب , المهم حين تقدمت العروس بطلب الطلاق بعدما تبين أن لا علاج لهذا العريس , ونتيجة الخدعة التي مورست عليها وعلى أهلها , جن جنون العريس وأهله , وبدؤوا يطالبون بالمعجزات مع العالم بأنهم هم أصحاب تلك الخديعة , وهم الذين ظلموا الفتاة , وجرحوها , وقالوا عنها ما قالوا , حتى يخفوا حقيقة عجز ابنهم الجنسي , الذي باعتقادهم انه يسيء له ولهم .
سقت هذا المثال حتى أثبت للجميع أن الجنس أصل الحب وهو أيضا أصل الإجرام في بعض الحالات.
ودعوني أتعمق الآن أكثر في موضوع الجنس , فلو افترضنا أن هنالك متحابان لفترة تزيد عن العشرة سنوات!!! وكان الحب بينهم عذرياً إلى ابعد ما يكون بحيث يكون قيس وليلى صفر على الشمال مقارنة بهم , وبعدها تزوجوا وانتقلوا إلى عش الزوجية , واكتشفت الزوجة (الحبيبة) أن هذا الحبيب عاجز جنسياً أو ضعيف جنسياً أو غير مثقف جنسياً , قد اتفق مع البعض في أنها ستصبر قليلاً وتتحمل هذه المصيبة , لكنها في النهاية لا بد لها أن تصرخ وأن تولول وأن تلعن حظها العاثر , فكما يقولون للصبر حدود , وقصة الحب الطويلة لم تكتمل ولم تتوج بذاك الجنس الذي صبر من أجله الطرفين سنين طوال , أنا على يقين بأن الزوجة ستغير موقفها , وستتبدل حالها وحال الحبيب , لأن الحبيب حين سيشعر بهذا العجز سيبدأ بتغيير أسلوبه من كونه حبيب إلى زوج متسلط يحاول أن يفرض سيطرته وأن يشعر برجولته ولو من باب الديكتاتورية والتعذيب , وبالتالي يصبح الحب العذري ما قبل الزواج كجهنم بعد الزواج .
ولو فرضنا أن هذا الحبيب من منظور أخر قادر جنسياً لكنه غير مثقف جنسياً , وحين يكون مع زوجته على سرير الزوجية , وكل همه إشباع نزواته والوصول إلى الذروة رامياً بعرض الحائط حقوق زوجته الجنسية, وحين يصل إلى الذروة , يترك الفراش ويذهب إلى حاله , تاركاً زوجته بلا حول أو قوة , دون أن يكترث أن هنالك شريك أخر من حقه أن يصل ما وصل أليه الزوج الجاهل .
فهل ستبقى نظرة هذه الحبيبة(الزوجة) إلى حبيبها (الزوج) بنفس روح المحبة التي كانت عليها قبل الزواج.
فمن كان يملك إجابة لهذه التساؤلات فليتفضل مشكوراً ونحن جاهزون إلى الاستماع له.
وها أنا انشر ايميلي حتى يتمكن كل من يود ان يهمس في أذني او ينصحني او يلعنني بعيداً عن أعين القراء فها أنا اريحه من عناء البحث