11-28-2010, 09:03 AM
|
#1
|
:: مشرف ::
رقم العضويـــة: |
471 |
تاريخ التسجيل: |
Oct 2009 |
المشاركــــات: |
7,585 |
قوة التقييــــم: |
9 نقطة
|
نقاط التقييــم: |
12
|
آخر تواجــــــد: |
يوم أمس
(01:03 PM) |
|
المشاهدات: 23 | التعليقات: 3
من هو المخلص بالاثبات وليس بالكلام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله بقلم : أبي مالك عبد الحميد الجهني – وفقه الله
قال الله تعالى { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا }
لأنه لم يكن خالصاً لوجه الله تعالى ,
وهكذا كل عمل يعمله الإنسان , لا يبتغي به وجه الله تعالى ,
فما الفائدة إذن من التعب والنصب والمعاناة في مزاولة الأعمال , إذا كان مصيرها أن تكون هباءً منثورا ً؟
فيا أيها العامل : الإخلاص ! الإخلاص !
هذا , ومن علامة المُخْلص :
أنه يحرص على صحة العمل وسلامته من كل ما يبطله أو يُنقص ثوابه , فيتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح موافق للسنة .
ومن علامة المخلص :
أنه ينظر إلى نفسه دائما بعين الازدراء والتقصير, فلا يُعجب بنفسه ولا يُغتر بعمله , وهو يعمل ويخشى أن الله تعالى لا يتقبل منه .
ومن علامة المخلص :
أنه لا يزهو بعمله على غيره , ولا يمُنُّ به على ربه , { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
ومن علامة المخلص :
أنه لا يحب أن يظهر عمله أمام الناس , بل إخفاءُ العمل وكتمُه أحبُ إليه من إظهاره ونشره .
ومن علامة المخلص :
أنه زاهد في الثناء والمدح , لا يحبه ولا يرغب فيه ولا يحرص عليه , فالزهد ليس في متاع الدنيا فقط , بل الزهد الأشد هو الزهد في مدح الناس وإطرائهم . وكم من زاهدٍ في الدنيا , راغبٍ في ثناء الناس ومدحهم . ولا يعلم ما في القلوب إلا علاَّم الغيوب .
ومن علامة المخلص :
أنه لا يحب أن يشتهر, ولا يسعى للشهرة , بل يفر منها دائماً , لعلمه أنها ربما أفسدت عليه الإخلاص , فكم من عامل مخلص أفسدته الشهرة , فأصبح يلتمس رضا الناس بسخط الله .
قال أيوب السختياني : والله ما صدق عبد إلا سَرَّهُ أن لا يُشعر بمكانه
ومن علامة المخلص :
أنه يحب الإصلاح وانتشار الخير وإقبال الخلق على طاعة الله تعالى , سواء أكان ذلك على يده أم على يد غيره , لأنه يسعى إلى مرضاة الله , وليس إلى تمجيد نفسه وطلب المنزلة لها بين الخلق .
قال الإمام الشافعي رحمه الله : وددتُ أن كل علم أعلمه , يعلمه الناس , أؤجر عليه , ولا يحمدوني
ومن علامة المخلص :
أنه لا يضيق ذرعا بالنقد , بل ينظر فيه , فإن كان نقداً صحيحاً أعلن عن تراجعه وشكر الناقد , وإن كان نقدا غير صحيح - وكان الناقد ناصحاً - بين وجهة نظره وأبان عن أدلته ودافع عن حجته بالأسلوب المؤدب الذي يستفيد منه ناقده وقارئه , وإن كان الناقد مغرضاً متعنتاً أعرض عنه ولم يشتغل به , أخذاً بالأدب القرآني : { وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
ومن علامة المخلص :
أنه لا ينقطع عن العمل بذم بعض الناس له , وعدم رضاهم عنه ؛ لأنه لا يعمل لهم , بل يعمل لله تعالى , فهو مستمر في عمله في طاعة الله ومرضاته ولو سخط عليه من سخط ,
ولا يتأثر – كذلك – بقلة المستفيدين منه أو كثرتهم ؛ لأنه يسعى إلى مرضاة الله , ويدعو إلى الله وليس إلى نفسه .
قال علي بن الفضيل بن عياض لأبيه : يا أبتِ , ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فقال : يا بني , وتدري لمَ حلا ؟ قال : لا .
قال : لأنهم أرادوا الله به
اللهم إني أدعوك بدعاء عبدك الولي الصالح عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
اللهم اجعل عملي صالحاً , واجعله لك خالصاً , ولا تجعل لأحد فيه شيئاً
|
|
________________________________________
|
|
|